تقديم
تبين الوقائع المدروسة ان موضوع التداولية ليس مستقلا عن اللسانيات ولقد كان الميول في الستنيات نحو تعريف التداولية كقمامة اللسانيات وتنحصر مهمتها في حل كل المشاكل والثضايا الهامشية التي ترغب اللسانيات في معالجتها .
ولا احد يماري ان الدرس التداولي وليد الثقافة الانجلوساكسونية وقد تطورت في الولايات المتحدة بسبب الدور الدي لعبته الاتجاهات التحليلية في الفلسفة
وسنقوم في بحثنا هدا بدراسة مايلي
ففي الفصل الاول سنتناول تعريف التداولية ومجالات اشتغالها موضحا في دلك علاقتها مع العلوم الاخرى سواء منها اللسانية كالنحو ةالاعراب …او الادبية كالرواية والقصة والمسرح الدي خصصنا له مبحثا معينا .
اما الفثل التاني سنحاول تسليط الضوء على قضية فنية واخرى منهجية اي ما علاقة التداولية كمنهج بالمسرح كفن
وسنقتصر في هده الدراسة رغم قلة المراجع العربية في هدا الميدان المسرح والتداولية على نظريات وآراء خول المسرح والتداولية كنظرية بوتيجان اوبرسفيلد ارشيوني …الدين قدموا تحليلات مختلفة في منطق المسرح والتداولية
الفصل الاول التداولية
اولا معناها
تعد التداولية مبحثا من مباحث الدراسات اللسانية التي تطورت ابان سبعينيات القرن العشرين وهدا المبحث يدرس كيفية فهم الناس بعضهم لبعض وانتاجهم لفعل تواصلي او فعل كلامي في اطار موقف كلامي ملموس ومحدد فهي دراسة منفصلة تتعامل مع المعاني التي يتغاضى عنها علم الدلالة .
وتقع الدلالة كاكثر الدروس حيوية في مفترق طرق الابحاث الفلسفية اللسانية وتاتي اهمية التداولية الجوهرية في النص الادبي المعاصر لانها تخاول الاحاطة بالعديد من الاسئلة مثل من يتكلم ماهو مصدر التشويش والايضاح كيف نتكلم بشئ ونريد قول شيء آخر
الا ان الخديث الاستعاري عن التداولية لا يزيد في الواقع الا في تعتيم هدا الحقل وترسيخ التباسته بخيث يصعب على المتتبع لتطور اللسانيات المعاصرة ان يعرف الخدود الفاصلة بين المجالات اللسانية المعروفة وبين التداولية ويستعصي عليه تحديد النطرية واجهزتها الاجرائية
وما يزيد هدا التباسا هو ان بعض الابحاث التي اقيمت في هدا المجال تجد نفسها تؤكد لهده حدود غامضة
ادن فهل التداولية تخصص او ملتقى تخصصات مختلفة
وبالرغم من هدا الاختلاط فيمكن تحديد وصياغة مجموعة من الاشكاليات التي تمثل موضوعا لها فهي تجيب عن اسئلة من مثل من يتكلم ولمادا يتكلم بهدا الشكل وليس بداك كيف يمكن ان نقول شيئا مغايرا لما كنا نقصده وهل يمكن الاطمئنان الى المعنى الحرفي لكلام ما وماهي الاستعمالات الممكنة للغة الخ .
فكل هده الاسئلة تتم الاجابة عنها في مجال التداولية .
وقد كان هناك اتجته لتعريف التداولية بانها قمامة اللسانيات هدا يعني ان مهمة التداولية هي معالجة المشاكل اللغوية الهامشية التي لو تعالجها اللسانيات –الفونولوجية التركيب الدلالة …..
وتعتبر محاضرات بول كرايس في جامعة هارفاد نقطة بداية اعمال التداولية وهده المحاضرات فتحت آفاق كثيرة لهدا المنهج لانها البحث التي تقدم اهمية قصوىللشروط الخارج اللغوية والمتعلق بالسياق والمقام والمتكلمين ومقصادهم وحيثيات الاستعمال والافعال والافعال اللغوية .
فالتداولية ادن اثبخت جزءا من دراسة الانجاز وصارت في اتجاهين مختلفين الدراسات اللغوية والدراسات الفلسفية واستعملت في الاتجاه التاني فلسفية
فقد خضع مصطلح التداولية الى تضييق في مجاله وفي هدا الاتجاه سو ى الفيلسوف المنطقي كارناب بين التداولية والسيميائيات الوصفية .
اما من الناحية الاصطلاحية للكلمة فقد ورد نصطلح التداولية في معجمي محمد علي الحولي وعزت عياد فجعله الاول نرادفلاللسيميائيات اي علم العلامة وعرفه بانه دراسة الرموز اللغوية والرموز اللغوية غير اللغوبة .
وهدا التعريف ناتج عن ابستيمولوجية شارل نوريس التي تقارن التداوليات عن مجالي التركيب والدلالة .اما تعريف عزت غياد فيطابق
تعربف المعجم الفرنسي فتعريفه غير مضبوط ولايسد حاجة قارئه فلم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى التدلوليلت اللسانية فاكتفى بالتعريف الفلسفي لخدا المصطلح .
ان الدرائعية مدهب فلسفى امريكي اسسه وليام جيمس وتشارلز بيرس مؤداه ان معيار صدق الفكرة او الراي هو النتيجة العلمية الني تتركب عليها من حيت كونها مفيدة او غير مفيدة
والتداولية كما يدكر مسعود صحراوي ليست علنا لغويا محضا علما يكتفي بوصف وتفسير البنى اللغوية
ويقف عند حدودها واشكالها الظاهرة بل هي علم جديد للتواصل الانساني يدرس الظواهر اللغوية في مجالات الاستعمال ويتعرف على القدرات الانسانية للتواصل اللغوي ومن هنا جديرة بان تسمى
علم الاستعمال اللغوي
ثانيا مجالات اشتغال التداولية
ان موضوعات التي تعالجها التداولية يمكن القول بانها تتعامل مع عدد كبير من الموضوعات دات الاهمية الكبيرة في الدراسات الانسانية عموما واللسانيات خاصة ومنها المفردات التاشيرية التي يمكن تقسيمها الى شخصية و زمانية ومكانية وخطابية واجتماعية فضلا عن التضمينات المحادثية والمعاني الحرفية والسياقية وافعال الكلام وتصنيفاتها وتحليل الخطاب والمحادثة وغيرها
والتداولية لها علاقات مع دروس اخرى ونجد لها تطبيقات في حقول اخرى لكونها تمتلاء امكانيات تطبيقية في حقل الادب الرواية والقصة والمسرح التي لا تطلب مسائل تطبيقية فهي تقوم بحل مسائل لغوية لسانية في الصعوبات التواصلية التي تظهر في اللقاءات والتي لا يتوجه فيها المتصلون اي التواصل فتداولية تقوم بتحليل الخطاب والادوار الاجتماعية ودورها في تحديد صيغ المخاطبة.
وتمتلك كدلك علاقات مع اللسانيات النفسية خصوصا في مجال نظريات انتاج اللغة وتطور مفاهيم القوة الانجازية والافتراضات المسبقة ولها ايضا علاقة بعلم النفس خصوصا في مجال الاكتساب اللغة والدور الدي تلعبه السياقات في اكتساب اللغة .وقد طهر في السنوات الاخيرة ما يدعى بتداولية النمو
وقد تطورت نتيجة التطورات اللسانية والفلسفية عدد من التداوليات مثلا التداولية الاستراتيجية التي تقول بان التداولية هي نظرية غير دهنية للمقصدية الخطابيةوكدلك ظهرت التداولية المتعالية والتداولية الحوارية التي تعنى بدراسة الشروط القبلية التواصلية وغرضها هو التقليد بالبحث عن نظرية ملائمة تتعلق بالاستعمال التواصلي للغة .
غير ان التداولية لا تخلو من علاقات حتى مع علم النحو العربي ان الناظر في كتب متأخري النحاة خاصة في شواهدها ومتونها التي كانت محط عنايتهم وتعليلهم وتقعيدهم ليكاد يندهش للفرق الدي يجده بعد عودته لسيبويه ولست اقصد بالفرق اختلافها من حيث الصورة والمثال لكن قصدي بالفرق ما يلحضه القارئ للكتاب لما يسميه التداوليون بالتسييق الدي لا نكاد نجده عند من تأخر بعد سيبويه
ودلك لتطور الدي عرفه مفهوم النظر النحوي عامة
يقول الدكثور المومني في اطروحته فكثير ما استعان سيبويه على توضيح معنى التركيب بوصف الضروف المرافقة لتلفظ بالقول كوصف الظواهر الصوتية او تحديد العلاقة بين المتكلم والمخاطب او دكر اسباب التلفظ بالقول الى غير دلك مما دكره سيبويه عند دراسته لقضايا الحدف اوبيان معاني مختلفة التي تدل عليها الصيغة الصرفية الواحدة بسبب اختلاف المقام
والتسييق وربط الكلام بسياق ه النصي واللساني السابق واللاحق لان اللغة ليست حسابا منطقيا دقيقا لان لكل كلمة معنى محدد بحيث يمكنك الانتقال من جملة الى ما يلزم عنها من جمل خسب قواعد الاستدلال المنطقي لكن الكلمة الواحدة تتعدد معانيها بتعدد استخدامنا لها في الحياةاليومية وتعدد معاني الجملة الواخدة حسب السياق الدي تدكر فيه.
وبما ان فهم ىالمعنى يتوقف على معرفة سياقه فان النحو عامة والاعراب خاصة متوقف على الية لتحصيل المعنى الدي يقوم على السياق ونكاد نقول انه يتغير بتغيره المعنى
السياق الاعراب
ان التداولية الحديثة اعطت عناية كبيرة لعنصري المتكلم والمخاطب انطلاقا من اعتقاد بان الخطاب يتوجه من......الى احد الضرقين وكدا بالنظر الى الى طبيعة التفاعل اللساني وغير اللساني الدي يوجه الكلام ويخدد مساره
وقد دهب ليتش الى انه لايمكن ان ندعي فهمنا للكلام من دون استحظار شروط انتاجه المحيطة به خاصة عنصري المتكلم والسامع اللدان اعتبرهما ركنين لا غنى عنهما في الخالات التكلمية سقول اخمد العلوي فالكل يعلم ان الخطاب يفترض وجود المخاطب وقرب المخاطب وانتباه المخاطب
وهي كلها شروض مكانية زمانية شخصية يجب ان تتوفر ختى يمكن لمواصفة المسطرية ان تعمل والامر نفسه يقال عن المتكلم صانع الكلام وتجدر الاشارة الى ان علماء البلاغة قد اجتهدوا خاصة في علم المعاني في بيان ادوار او وظائف المتكلم والمخاطب في نجاح العملية التواصلبة وتوجيهها وتحديد مسارها الدلالي التداولي .
ادن فالتداولية لها علاقة مع جميع العلوم التي تتناول اللفظ المتكلم والمخاطب والسياق.
وبعد هدا العرض لمستويات اشتغال التداولية نشير الى ان اساتدتنا وباحثينا الدين كتبوا في علم اللغة اكدوا العلاقة بين المستويات وارتباطها فيما بينها زمن اولئك الدكتور كمال بشر الدي يؤكد على تللك العلاقة وتنبيهه على امرين
اولهما انه لايجوز الفصل بين هده الفروع فصلا ينبئ عن استفلال اي واحد منهما
ثانيهما اعتماد كل قرع على اخر
الفصل الثاني التداولية والمسرح
هناك تساؤل يفرض نقسه بخصوص العلاقة بين المسرح والتداوليةايهما يشكل الاخر هل التداولية استعملت كوسيلة لدراسة الخطاب المسرحي وسنرى هدا حسب نمودجا الدي يرى انالتداولية استعملت التلفظ المسرحي نمودجا تفكر عبره مختلف الثطايا اللغوية التي تعرض لها.
والدي جعلنا نصرح بها هو النتيجة التي توصل اليها دومنيك مانغينو والتي جاء فيها اردنا استعمال التداولية من اجل تحليل الخطاب المسرحي نفسه.
ويلاحظ في جل المقاربات التداولية في تحليل الخطاب الادبي انها تركز في امثلتها على النص المسرحي اي انها تقيم تحليلاتها وتختبر مفاهيمها التداولية بالاشتغال على مقاطع نصية ماخودة من نصوص درامية قديمة كانت حديثة .وان كتابة مسرحيي اليوم ميشال فيناقيرمبنية على استراتيجية افعال الكلام.
وعلى الرغم من هدا الترابط فهناك اشكال نظري مطروحيمكن استخلاصه في التساؤل التالي اي شكل من اشكال التداولية يمكن استغلاله في اطار نظرية المسرح.
وان الاشكال الاجرائي يطرح نقسه بالحاح من جانب محدد هو علاقة التداولية كجهاز مفاهيمي اجرائي بالمسرح كفن يقوم على ثنائية نص /عرض11
فالتداولية ادن لاتدرس المسرح الامن زاوية النص الادبي ويستعصي عليها بالتالي دخول منطقة العرض لان من شان هدا الدخول ان بثير اشكالات جديدة.